ومضات
بين الكَمَّامات الظاهرة والكَمَّامات الخفية
ومضات
بين الكَمَّامات الظاهرة والكَمَّامات الخفية
في زمان “وباء كورونا” أصبح مفروضا علينا أن نضع الكَمَّامات على أفواهنا وأنوفنا، عند كل تحرك فيه اختلاط وتقارب مع غيرنا. أصبح هذا مفروضا على جميع الناس، تحت طائلة عقوبات وإكراهات، تختلف من بلد لآخر..
منذ القديم يتحدث الناس عن تكميم الأفواه، أي وضع الكَمَّامات عليها حتى لا تتكلم بالحق. وكان ذلك “فرض كفاية”، خاصا بذوي الألسنة الطويلة الجريئة، حتى إن بعض الدول العربية ينص قانونها الجنائي على جريمة اسمها “إطالة اللسان”!
الآن أصبح تكميم العباد “فرض عين”، على العامة والخاصة، بل حتى على غير المكلفين، ثم هو يشمل الأفواه والأنوف معا. وقد يُتساهل مع الأنوف، لكن تكميم الأفواه لا تساهل فيه.
وربما يبدو بهذا أن التكميم الجديد أسوأ من التكميم القديم، ولكن الحقيقة هي أن العكس هو الصحيح..
- فأولا: التكميم الجديد خاص بفيروس كورونا، ومحدود بفترة كورونا، بينما التكميم القديم دائم بدوام التخلف والفساد والاستبداد.
- وثانيا: كمامات كورونا أُحدثت خصيصا لمنع تفشي الفيروسات، أما الكمامات القديمة فأُحدثت خصيصا لحماية تفشي الفيروسات..
- وثالثا: الكمامات القديمة مكشوفة ظاهرة تُرى بالعين المجردة، بينما الكمامات القديمة خفية لا تُرى إلا آثارُها ونتائجُها وبعض علاماتها.
ولله في خلقه شؤون!