أيهما أنكى في العدو: القتلى أم المعطوبون؟
أيهما أنكى في العدو: القتلى أم المعطوبون؟
أحمد الريسوني
أعلن جيش العدوان الصهيوني أن عدد الجرحى من ضباطه وجنوده، الذين دخلوا إلى المستشفيات، قد وصل – بعد شهرين من حربه على غزة – إلى خمسة آلاف جريح، وأن ألفين منهم أصبحوا معاقين، وأن عددا منهم فقدوا أبصارهم، بعد فقدان بصائرهم..
وذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) “أن قسم إعادة التأهيل بوزارة الدفاع يستقبل يوميا ستين جريحا معظمهم إصاباتهم خطرة”.
وهذه الإصابات في صفوف المعتدين على غزة، هي أكثر بكثير من إصابات الجيش الصهيوني في حرب1967 مع ثلاثة جيوش عربية، ومن حرب 73 مع الجيش المصري..
لكن ما أريد ذكره هو أن العادة جرت بالتركيز على أعداد القتلى للطرفين في أي حرب، والحقيقة هي أن ارتفاع عدد الجرحى والمصابين، وخاصة من ذوي الإعاقات البدنية والاضطرابات النفسية، هو أنكى وأشد من وجود القتلى؛ لأن القتلى إما شهداء منعّمون مستريحون، كحال شهداء المجاهدين أصحاب الحق. وإما هلكى مستراح منهم ومن أعبائهم وأوجاعهم.. وأما المصابون من المقاتلين المعتدين، فالنكاية فيهم وبهم تطول وتدوم بأشكال متعددة:
فهم عبء على جيشهم ودولتهم، بالخدمات الصحية والرعاية الطبية الدائمة لهم.
وهم عبء على من سيخدمهم ويساعدهم من ذويهم..
وهم دروس وعِبـر حية لمجتمعهم ومسؤوليهم..
فتأملوا في حكمة الله تعالى بتكثير المصابين والمعطوبين في صفوف المعتدين في هذه الحرب، وفكروا كيف أنهم سيصبحون ويبقون حربا نفسية وعبئا اجتماعيا على العدو.
وأما المصابون من إخواننا الفلسطينيين ومن المجاهدين، فهم دوما يرددون صامدين مطمئنين: حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل.
إنهم أصحاب قضية وأصحاب يقين.. وقضيتهم قضيتنا أجمعين، يا معاشر المسلمين.
يوم 9/12/2023