محاربة الغش تحتاج ثورة حقيقية وشاملة
محاربة الغش تحتاج ثورة حقيقية
الغش الآن أصبح جزءا من حياتنا الفردية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فهو عنصر مكون لكل مجالات الحياة وعنصر فاعل في جميع الأنشطة وهو فاعل طبعا في الاتجاه السلبي ومنها المجال الذي اشتغل فيه، فمن مظاهر هذا الغش التأخر في بداية الموسم الدراسي والإنهاء المبكر للموسم الدراسي، وكذلك الغش في بداية الحصص ونهايتها …! بالإضافة إلى الغش في الحضور والغياب فإذا كانت هناك تغيبات مبررة فهناك أخرى كثيرة غير مبررة ،خاصة في التعليم الجامعي، ونضيف إلى ذلك الغش في الامتحانات من جانب الأساتذة أيضا فهي ليست بريئة وليست سليمة، والشكاوي من التصرفات غير القانونية وغير الأخلاقية موجودة داخل الجامعة، إلى درجة أن الابتزاز الجنسي أصبح حديث الطلبة والطالبات بصفة خاصة ولا ننسى الغش في التحضير كذلك وتجديد المعارف، فالمفروض من الأستاذ الجامعي أن يقدم الجديد، فإذا كان المعلم والأستاذ في الثانوي يقدم ربما معلومات مستقرة إلى حد ما وإذا كان مطالبا هو الآخر بالتجديد فإن الأستاذ الجامعي ينبغي أن يقدم في كل موسم تحضيرا جديدا ومعلومات جديدة، وأن يواكب التطورات في مجال تخصصه، لأن الجامعة هي التي تنتج المعرفة،
وتروج المعارف الجديدة، أما إذا كان الأستاذ يشتغل بتحضيراته وقراءاته التي تعود إلى عشر سنوات أو عشرين سنة فهذا نوع من الغش.
وطبعا هناك غش الطلبة المعروف.
والظاهرة استشرت أولا باعتبارها جزءا من ظاهرة الغش في المجتمع كله، قبل سنوات ضبطت طالبا بغش فلما أصررت علي منعه من الغش ونزع الأوراق منه أصر هو على المضي في العملية مبررا ذلك بأن الجميع يغش وعندنا العمارات مبنية بالغش.. الخ فأدركت أن الطلبة يستندون إلى مرجعية موجودة في المجتمع، وهي القبول العام بالغش في كافة مناحي الحياة، ولذلك فمحاربة الغش في أي جانب لا تنفك عن محاربته بصفة عامة، واستشراؤه في أي نقطة يؤثر ويتغذى بالغش الموجود في المجتمع كله ومحاربة الغش تحتاج ثورة حقيقية: ثورة ثقافية وأخلاقية واجتماعية وقانونية.