ما قل ودل : بين الدين والمال..
إذا أطلق الإنسان لنفسه العنان في طلب المال والجاه، وتمادى في الحرص عليهما والتعلق بهما، كان ذلك إيذانا بخراب قلبه وفساد دينه. ولو كان من خيرة العلماء العاملين وصفوة الدعاة والمجاهدين، ومن الأتقياء الورعين.
· فالدين يعلهم القناعة، وطلب المال يعلمه الشراهة.
والدين يعلمه الحرص على المباحات الطيبات، والحرص على المال يجره إلى الشبهات، ومنها إلى المحرمات.
والدين يريد المال وسيلة لا غاية، وحب المال والتمادي فيه يجعل منه غاية، وقد يصبح معبودا.
والدين يدعو إلى بذل الدنيا في سبيل الدين، والحرص على المال يدعو ويجر إلى بذل الدين لأجل الدنيا.
والدين يدعو إلى الرحمة والإيثار، وحب المال يعلم القسوة والاستئثار.
·وكذلك، فالدين يدعو إلى التواضع وخفض الجناح، وحب الجاه يدعو إلى طلب العلو والرفعة.
والدين يعلم الخوف من المناصب والإشفاق منها، وطلب الجاه يعلم السعي إليها والاستمساك بها.
والدين يعلمنا اتهام النفس ومخالفة هواها، وحب الشرف يجر إلى اتهام الغير والرضى عن النفس وركوب هواها.
والدين يعلمنا التعلق بثواب الله وما يجلبه من نعيم مقيم، وحب الجاه يعلم التعلق بثناء الناس وما يجلبه من تعظيم وتقديم.
من مقال “حب المال والجاه ذئبان ضاريان”