الاتحاد ينعي المفكر والمربى الفاضل الدكتور عصام العريان رحمه الله
الاتحاد ينعي المفكر والمربى الفاضل الدكتور عصام العريان رحمه الله
“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”
فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة الداعية المربي والقيادي البارز عضو مكتب الارشاد ورئيس لجنة الشئون العربية في البرلمان المصري ٢٠١٢ وأحد القيادات النقابية المهنية المفكرة الدكتور عصام العريان في محبسه بسجون الطاغية ، بسبب الإهمال الطبي ومنعه عن العلاج الناتج عن سياسة الموت البطيء للسجناء السياسيين في مصر عن عمر يناهز 66 عاماً بعد رحلة حافلة بالعطاء والجهاد في مصر، كان رحمه الله ، رجلا ربانيا، ومجاهدا عاملا ومخلصا،
قال تعالى ( أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ ) المائدة :(32) وقال تعالى ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء : (93)
عرف الراحل بأنه من أصحاب المنهج الوسطي، واعتبره بعض المعنيين بشؤون الجماعة من دعاة الإصلاح الداخلي لجماعة الإخوان، وبأنه منحاز لمبدأ الإصلاح المتدرج، وكان رحمه الله علَمٌ من أعلام الفكر والمعرفة، ورجل قلَّما تجد مثله في زمن قلَّ فيه الرجال، يحمل فكرًا مسالمًا إصلاحيًّا نهضويًّا تربويًّا..
سجل العريان خلال دراسته بكلية الطب وحتى تخرجه حضورا ودورا لافتيْن فأصبح أميرًا للجماعة الإسلامية بجامعة القاهرة، ثم منسِّقًا لـ “مجلس شورى الجامعات بالاتحاد العام للجمعيات والجماعات الإسلامية” نهاية السبعينيات والذي ترأَّسه المرشد السابق لجماعة الإخوان عمر التلمساني،
كما أسهم عند التحاقه بالجماعة عام 1974 في تطوير الدعوة بمحافظة الجيزة، وأصبح مسؤولاً عن اتحاد طلاب جامعة القاهرة، وانتخب رئيساً للاتحاد العام لطلاب الجامعات المصرية. وتولى أمانة اللجنة الثقافية باتحاد طلاب طب القاهرة خلال الفترة من 1972 وحتى 1977.
وبجانب دراسته للطب ، حصل أيضا على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة، وليسانس الآداب قسم تاريخ، ونال الإجازة العالية بالشريعة الإسلامية بجامعة الأزهركما حصل على إجازة في علوم التجويد.
كان العريان واحدًا من النوابغ ولم يعد أحدٌ في جامعات مصر كلها لا يعرف من هو عصام العريان، كتب العريان لعدة صحف ومجلات ودوريات محلية وعربية ودولية، في موضوعات مختلفة
نقابيا، انتخب عضوا بمجلس إدارة نقابة أطباء مصر منذ عام 1986، وشغل منصب الأمين العام المساعد لعدة سنوات، وقام بتشكيل مؤسسة شعبية بهدف الوقوف إلى جانب شعب فلسطين، تدعى “ملتقى التجمعات المهنية لمناصرة القضية الفلسطينية”.
أما برلمانيا، فقد انتخب عضوا بمجلس الشعب (البرلمان) بالفصل التشريعي 1987-1990 عن دائرة إمبابة، وكان أصغر عضو برلماني بتلك الدورة التي تم حلها قبل استكمال مدتها الدستورية.
نشاطه السياسي واعتقاله:
اعتقل لأول مرة في بداية عام 1981 حتى عام 1982 ، حكم عليه بالحبس في محاكمة عسكرية إستثنائية لمدة خمس سنوات من يناير 1995 وحتى يناير 2000 بسبب الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.
اعتقل في صباح يوم الخميس الموافق 18 مايو 2006 ضمن مظاهرات مناصرة القضاه بالقاهرة وتم تجديد حبسه لفترات متعدده حتى تم الإفراج عنه يوم 10 ديسمبر 2006، اعتقل في يوليو 2007 وأفرج عنه في أكتوبر من نفس العام.
اعتقل فجر الأربعاء 30 أكتوبر/تشرين الثاني 2013 وحوكم ن في قضايا عديدة، وصدرت بحقه أحكام كان من بينها المؤبَّد يوم 30 أغسطس/آب 2014 .
وبهذه المناسبة يؤيد الاتحاد ماورد في نداء من شخصيات وهيآت دولية
من أجل إنقاذ السجناء السياسيين في مصر جاء فيه:
تتوالى كوكبة الشهداء في السجون المصرية. منهم القادة والمربون. فبعد الدكتور مهدي عاكف والدكتور الرئيس محمد مرسي، يلتحق اليوم بالركب الدكتور عصام العريان رحمهم الله جميعا.
إنه لعار على الأمة وعلى العالم ما يحدث من قتل عمد بطيء لشرفاء مصر في سجون السيسي ..
هل يبقى العالم في الانتظار يحصي القتيل بعد القتيل..؟
إن المعتقلين في سجون السيسي نخبة معارضة تتعرض للقتل الممنهج عبر كل أشكال التعذيب و التسميم والحرمان من الغذاء ومن الدواء ومن أساسيات العيش ليبقى الإنسان على قيد الحياة .
إننا ندعو كل الأمة وأحرار العالم لتجعل من هذه اللحظة هبة حقيقية لكشف الجرائم في سجون الموت بمصر وفضح جرائم السيسي وعصابته والعمل الحثيث من أجل إنقاذ السجناء السياسيين مما يعانونه من تعذيب و قتل ممنهج.
وقد فقدت الأمة الإسلامية مجاهدا وقائداً من قادتها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيب.
أ . د علي القره داغي أ. د أحمد الريسوني
الأمين العام الرئيس