التوجيهات الشيطانية للقيادات الميدانية
بقلم د أحمد الريسوني
نشر في التجديد يوم 30 – 08 – 2005
في منتجع
ليل يا ليل على شاطئ البحر الأسود، عقد الشيطان الجديد، اجتماعه السنوي مع بعض
مساعديه وقادته الميدانيين، للنظر في حصيلة السنة المنصرمة، وتقديم التوجيهات
والتوجهات اللازمة للسنة المقبلة، وقد ألقى فخامته خطابا افتتاحيا هاما، نقتطف منه
الفقرات التالية:
“لقد قررت
هذه السنة أن نعقد في بداية جمعنا هذا جلسة علنية مفتوحة، قبل أن ندخل في
اجتماعاتنا الخاصة المغلقة، وذلك تمشيا مع مرحلة الشفافية، التي دخلنا فيها في
السنوات الأخيرة. لقد كان عملنا سابقا يكاد ينحصر في علب ليلية مغلقة ونواد خاصة
مضيقة. اليوم، وبفضل توجيهنا وتمويلنا، وكذلك بفضل شجاعتكم وتضحياتكم الميدانية،
أصبحت أعمالنا الشيطانية المجيدة تتم في واضحة النهار وفي الهواء الطلق، وأصبحت
تملأ الشوارع والحدائق والساحات العمومية. ولذلك أصبحنا ندعو إلى الشفافية المطلقة
لأعمالنا وأنشطتنا: وأبرز مثال لذلك هو تحقيق الشفافية الكاملة لأجساد النساء
واستعمالاتها المختلفة، فهذا نموذج للشفافية التي نريدها.
على أن الشفافية والعلنية وتجاوز مرحلة العلب الليلية لا يعني تخلينا
عن هذه العلب ولا استغناءنا عنها، إن العلب الليلية والنوادي الخاصة، ستظل مراكز تدريب
وتجريب من أجل تحقيق التطوير اللازم لأعمالنا وطموحاتنا، وإعداد الأفواج الطليعية
لذلك.
ولا بد لي هنا من الاعتراف بأن التطور النوعي لأدائنا وإنجازاتنا، وما
عرفه نشاطنا من اتساع واكتساح ومن علنية وشفافية، مدين لتلك الأحداث وتلك الأيام
الشهيرة، التي يعدها الآخرون أياما سوداء، ونعدها نحن أياما بيضاء. نحن مدينون
لأيام 11/9 و11/3 و16/5 و7/7 وهلم جرا.
لقد كانت أعمالنا توصف بالقذارة والنذالة، وهاهي بفضل تلك الأيام
الغراء أصبحت هي الدواء الشافي والخبز الحافي!
بعضهم مازالوا يحاولون معالجة التطرف بالتوعية، وبعضهم يعولون على
رهان التنمية، ولكننا نقول لهم ونثبت لهم أن لا حل إلا بالتعمية والأنشطة
الشيطانية، ومن رفض الاقتناع فعلاجه الاقتلاع. (تصفيقات) نقول للسادة المسؤولين:
هذه هي الحلول السحرية لمشاكلكم مع شعوبكم ومع شبابكم، وخاصة منهم المتدينين والمسيسين
والمعطلين.
بعض أسلافنا كانوا يقولون: اليوم خمر وغدا أمر. ونحن نقول: اليوم خمر وغدا خمر، ثم رقص ثم بحر، ومن لم يجد الخمر،
فالحشيش أقرب وأيسر.
إن منتوجاتنا تعطي الدواء لكل داء. لقد قال شاعرنا قديما:
“وداوني
بالتي كانت هي الداء» فنحن نجعل من الداء دواء ومن الدواء داء، ونجعل المشكلة حلا
ونجعل الحل مشكلة. فما عليكم إلا توفير منتوجاتنا بكميات كافية وتقريبها من جميع
المواطنين الأعزاء.
يجب أن نقنع الجميع أن لا بديل عن طالبان إلا شاربان وشاطحان، ومن قال
غير هذا فهو يدعو إلى التطرف ويشجع الإرهاب. ومن رفض الاقتناع فعلاجه الاقتلاع.
أما جماعة المحتجين الناصحين، الذين يرفضون الاقتناع ويستعصون عن
الاقتلاع، فلا تخافوهم ولا تهتموا بهم، فإنما هم جماعة قليلة من الأيتام، فليس
فيهم إلا يتيم وابن يتيم وأخو يتيم، إنهم أيتام في مأدبة اللئام، على حد تعبيرهم.
أما بقايا المثقفين الثوريين الكلاسيكيين، فقولوا لهم: إن ثورتكم
الثقافية فد فشلت ولم تحقق لنا شيئا. ولا بديل عن الثورة الفكرية الثقافية إلا
بالثورة الجنسية الموسيقية للقضاء على الأفكار الظلامية (ضحكات وتصفيقات).
قبل أن أختم هذه الكلمة، أشير إلى أننا على مقربة من شهر رمضان، وهو
أخطر ما يواجهنا كل سنة، وهو أكبر تحد لنا ولمشاريعنا، فيجب أن تعدو له عدته:
ليالي رمضان، وحفلات رمضان، وسهرات رمضان، وملاهي رمضان، ومسلسلات رمضان وفوازير رمضان،
أعدوا له كل جديد ومفيد ومبيد. لا تقولوا لي: إن الشياطين تصفد في رمضان، وهذا
يفقدنا الكثير من إمكاناتنا وقواتنا. فأنا أقول لكم: نحن شياطين الإنس أصبحنا
اليوم قادرين على الاستغناء عن شياطين الجن. فما علينا إلا أن نتحلى بشجاعتنا
وصمودنا…
والآن نختم هذه الجلسة العامة، لنبدأ جلساتنا المغلقة، بمزيد من
الشفافية».