ويسألونك عن الفتور قل هو من عند أنفسكم / أ.د أحمد الريسوني
ويسألونك عن الفتور قل هو من عند أنفسكم
يقول الله تبارك وتعالى في سورة آل
عمران (165ـ 164): (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا
عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين.
أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله
على كل شيء قدير).
من بين ما تضمنته الآيتان الكريمتان
أن الإسلام الذي أرسل إلى الناس ودعوا إلى الإيمان به والعمل بما فيه، إنما هو
هدية ونعمة ومنة تفضل بها الباري سبحانه على عباده عامة، وهدى إليها ووفق للأخذ بها
بعضا منهم خاصة: فإرسال الإسلام ورسوله إلى الناس نعمة ومنة، وتوفيقهم إلى الإيمان
والعمل منة ونعمة إضافية أخرى.
والمؤمن حين يجعله الله تعالى من أهل
النعمتين وأهل المنتين، فيبصر ويهتدي، ويترقى ويتزكى، ثم يأتي عليه ويناله ما
يكره، فعليه أن يلتفت إلى نفسه ويعيد النظر في تصرفاته، وأن يفتش عن خطئه، وعن
مواطن خلله، لا أن يحمل المسؤولية لغيره ويتهم الظروف من حوله.
صحيح أن الله تعالى على كل شيء قدير
كما نصت الآية، ولكنه سبحانه يعطي كل واحد ما يستحقه، ويوفق ـ أو لا يوفق ـ كل
واحد بحسب نيته وهمته، وبحسب تسببه و
يقول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران (165ـ 164): (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير).
من بين ما تضمنته الآيتان الكريمتان أن الإسلام الذي أرسل إلى الناس ودعوا إلى الإيمان به والعمل بما فيه، إنما هو هدية ونعمة ومنة تفضل بها الباري سبحانه على عباده عامة، وهدى إليها ووفق للأخذ بها بعضا منهم خاصة: فإرسال الإسلام ورسوله إلى الناس نعمة ومنة، وتوفيقهم إلى الإيمان والعمل منة ونعمة إضافية أخرى.
والمؤمن حين يجعله الله تعالى من أهل النعمتين وأهل المنتين، فيبصر ويهتدي، ويترقى ويتزكى، ثم يأتي عليه ويناله ما يكره، فعليه أن يلتفت إلى نفسه ويعيد النظر في تصرفاته، وأن يفتش عن خطئه، وعن مواطن خلله، لا أن يحمل المسؤولية لغيره ويتهم الظروف من حوله.
صحيح أن الله تعالى على كل شيء قدير كما نصت الآية، ولكنه سبحانه يعطي كل واحد ما يستحقه، ويوفق ـ أو لا يوفق ـ كل واحد بحسب نيته وهمته، وبحسب تسببه وتصرفه. “فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه” كما جاء في الحديث الشريف.
فعلى هذا الأسس نفهم بعض الظواهر المتمثلة في الفتور الذي يصيب بعض الناس في تدينهم، أو في أعمالهم الدعوية، أو في التزاماتهم الجماعية، وخاصة حين يصبح هذا الفتور انحدارا مستمرا، أو انقلابا في حياة الفرد وسلوكه. وأيا ما كانت درجة الانحدار والانقطاع إذا اتصل واستمر، فإن الخلل لا بد وأن يكون في الشخص نفسه، في فهمه واعتقاده، أو نفسيته وعقليته، أو في تفريطه وسوء تصرفه.
فمن الناس من يرى نفسه قد أبلى البلاء الحسن وقدم الكثير، وأنه بحاجة إلى أن يخفف عن نفسه، ولم ينظر في قوله تعالى: (ولا تمنن تستكثر)
ومن الناس من يتوقع أن الدعوة والجهاد جولة، ثم تعقبها صولة ودولة، جاهلا أو ناسيا أن “الجهاد ماض إلى يوم القيامة”.
ومن الناس من يغفل عن الدار الآخرة وعن خطورة شأنها وشأن نعيمها وجحيمها، فيستبطئ حلولها ويخف عنده وزنها وأثرها…
ومن الناس من يفرط في التحصينات ويفتح على نفسه الثغرات، فإذا به يتدحرج في الدركات.
(ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خيرا اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه، خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين) (الحج/11)
(واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه…) (الأعراف/175ـ 176.)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكر الله سعيكم سيّدي العلامة الأستاذ الدكتور أحمد، ورفع الله قدركم ونفع بكم الأمة.