لماذا لا نجعل الجوامع الكبرى في رمضان كالحرمين الشريفين بعُمَّالهما فقط ؛ لإقامة الجمعة والجماعة_والتراويح ..؟؟
لماذا لا نجعل الجوامع الكبرى في رمضان كالحرمين الشريفين بعُمَّالهما فقط ؛ لإقامة الجمعة والجماعة_والتراويح ..؟؟
1-هذا رأيٌ كنتُ قلته بخصوص الحرَمين وقد تحقق ولله الحمد واليوم نظراً للتطاول المؤكّد في مدة هذا الحجر الصحي فأنا أقترح:
ونحن بين يدي شهر رمضان الكريم على الدولة السعودية وغيرها من الدول الإسلامية من باب الحفاظ على الأمن الروحي للمؤمنين وهيبة الأماكن العظمى والجوامع الكبرىٰ وما فيها من شعائر الله الحسنىٰ بأدنى المقدور وبالميسور وذلك لما لخصوص الأماكن المقدّسة التي هي أجلى وأظهر مواضع تجليات الإسلام والمسلمين من قداسة في النفوس.. وأعني بالتحديد مسجدي مكة والمدينة بحيث تقام فيهما جماعة الصلوات الخمس ونافلة التراويح بالموظفين القارِّين فقط كما فعل بصلاة الجمعة وتنقل عبر العالَم للمشاهدة والاستماع دون الاقتداء أو اتباع ومع بقاء عموم الناس في الحجر الصحي..
2-لأن الحرمين والمساجد العظمى دون الحاجة لفتحهما لعموم الناس بسبب هذه الجائحة ، فهي لا تخلو من عامِلِين على الدوام موجودين لأداء مهامّ التنظيف والصيانة وما شابه ولا بُدّ على طول الوقت وبعدد معتبر عند الفقهاء فوق العشرة بل فوق الأربعين وربما أكثر فلم يبق إلا حضور الإمام وهذا متأت دون حرجٍ ولا ضرر كحضور المؤذن وهو حاصلٌ..
وهذا الرأي عندي حتى لا يشتبه على المتفقه هو غير رأي شيخنا العلامة #الددو الذي اجتهد في جواز عدم اشتراط المكان والعدد في خصوص هذه النازلة حسب فتواه الشهيرة حفظه الله ورعاه في تجويزها في البيوت .. وهو غير رأي العلامة #الغماري في الاقتداء عبر التلفاز و المذياع ..
بل أنا أرى رأي عامة أهل العلم من السلف والخلف كما بينته في مقالات سابقة ..
ولكني أرى أن وضعية الحرمين وكذلك المساجد العظمى كمسجد الحسن الثاني العظيم عندنا في #المغرب لم تختلّ فيها الشروط المطلوبة وأن إقامة شعيرة الجمعة والجماعة والتراويح متأتية بدون أي حرج ولا تكلف ولا ضرر .. بحيث تقتصر كل دولة على #مسجد_واحد هو أعظم مساجدها وهو حاليا واقع فيه أنه لا يخلو من عديدِ الموظفين ..
فما الداعي لأن نجعله مستثنى كبقية المساجد مع أن المحذور فيه غير وارِدٍ بتاتاً بل يمكن تحصيل مصلحة بعض الأمن الروحي للمسلمين بمتابعته عبر الشاشات كما يتابعون شاشات الجزيرة و2m التي يحضرها عدد من الموظفين دون حرج ولا قلق لكيلا يحصل التوقف الشامل..
ولست أعمم على كل مساجد مكة والمدينة ولا أي مسجد في أي بلدٍ غيرهما لعسر ضبط الناس ومشقة توفير مقتضيات ذلك في أغلبها ..
وإنما أعني المساجد العظمى لوجود الشروط تلقائيًا بأولئك الموظفين المستمرين في عملهم،
وهذا غير شاق في الحرمين وما شابههما بل هو حاصل بسبب كثرة العمال القارِّينَ دائماً وبمجيء المؤذنين..
3-وسيستفيد العالَم الإسلامي من ذلك
عدم الفراغِ الكلي الشامل المؤلم الرهيب
وكذا عدَمَ خلو العالَم من إقامة الجمعة الأصلية..
بل كما قلتُ يمكن أن تقام بهم صلاة الجماعة
بل يمكن إقامة التراويح على الوجه الذي ذكرنا
1-الإمام والمؤذن 2-العمّال فقط دون فتح عامّ فالناس يجب بقاؤهم في الحجر الصحي
3-خصوص المساجد العظمى ..
4-التزام الإجراءات حسب ترخيص كل دولة ومصلحتها التدبيرية التي تقدرها أوضاعها..
وتنقل كعادتها عبر العالم مباشرة ليشاهدها الناس عن بُعْدٍ، ولا يُحرمون عظمة هذه الشريعة ولا عظمة إقامتها في جهات من الكرة الأرضية ..
والمناط كما ذكرت هو تأكيد طول المدة ودخول شهر رمضان .. مع تحقق وجود عامِلين مداوِمين
وبعدم الزيادة على العاملين ولا تعميمها في غير الحرمين لرمزيتهما الخاصة للأمة وللبشرية ..
وبالأخص مع حدوث تراجع نسبي لتفشي الوباء مما يؤذن بانفراجٍ قريب ويمهد للعودة للحياة العادية بعد رمضان بالتدريج بإذن الله ..
وهذا من باب تدبير الترتيب الذي أشار إليه حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله في الإحياء (3/403) بقوله :”وترك الترتيب بين الخيرات من جملة الشرور، بل قد يتعين على الإنسان فرضان أحدهما يفوت والآخر لا يفوت، أو فضلان أحدهما يضيق وقته والآخر يتسع وقته، فإن لم يحفظ الترتيب فيه كان مغرورًا”
فلو أعادت الدول الإسلامية النظر في هذه الجزئية واستشارت علماءها وعلماء المسلمين
لتفعيل هذا المطلب الذي ستخف به يقينا سطوة الأزمة على المسلمين، ولا حرج فيه ولا ضرر ولا تكلف لأن كل المتطلبات موجودة أصلاً
ولأن الاحتياطات ستتخذ لمزيد أمان واطمئنان.. وتنقل في القنوات لإشاعة الشعائر وإظهارها
وإبقائها ولو بشكل جزئي شبه صوري للمتابعين لأنهم سيصلون صلواتهم الفريضة لأنفسهم دون اقتداء بتلفاز وسيصلون الجمعة ظُهراً كما ذكرنا .. ويبقى هذا التدبير خاصًا بالعمال الذين يتواجدون في ذلك المسجد ويخرجون للعمل فيه وأمناً نفسيًا وروحيًا للمواطنين المتابعين..
والله تعالى أعلم ..