معالم من كتاب الفكر المقاصدي (5)
مبدأ التفاضل والتفاوت
القاعدة الثالثة:
ترتيب المصالح والمفاسد وتقسيمها:
من مميزات الفكر المقاصد الاهتمام البليغ بمبدأ الترتيب والتفضيل والتقديم والتأخير…
- مظاهر ذلك الاهتمام:
- تقسيم المصالح إلى ضروريات وحاجيات وتحسينيات.
- على تراتب المقاصد ينبني تراتب الوسائل.
- مبدأ التفاضل والتفاوت:
- مظاهره:
- هو سمة من سمات الكون والحياة (صنع الله الذي أتقن كل شيء. إنه خبير بما تفعلون)[1]
- التفاضل بين الرسل (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض)[2]
- التفاضل بين السور والآيات.
- التفاضل في محاسن والمساوئ.
- أكثر العلماء اعتناء بهذا المبدأ الإمام عز الدين بن عبد السلام في كتابه قواعد الأحكام في إصلاح الأنام، وتلميذه الإمام شهاب الدين القرافي في كتابه الفروق.
- أدلته:
- التفاضل بين الأشياء
قال تعالى (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)[3]
وقال تعالى (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى)[4]
- التفاضل بين الأعمال حسب مصلحتها:
قال تعالى (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله)[5]
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قالك سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟
فقال: الصلاة على وقتها. قال ثم أي: قال ثم بر الوالدين. قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله.[6]
- التفاضل بين المفاسد حسب مفسدتها:
قال تعالى (إن اجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم، وندخلكم مدخلا كريما)[7]
وقال صلى الله عليه وسلم (اتقوا السبع الموبقات: الإشراك بالله، والسحر، وقتل النفس، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)
- قواعد ونماذج في مبدأ التراتب والتفاضل:
- يقول العز بن عبد السلام: مفسدة فوات الأعضاء والأرواج أعظم من مفسدة فوات الأبضاع، ومفسدة فوات الأبضاع أعظم من مفسدة فوات الأموال، ومفسدة فوات الأموال النفيسة أعظم من مفسدة فوات الأموال الخسيسة، ومفسدة هلاك الإنسان أعظم من مفسدة هلاك الحيوان.
- قاعدة: الشرع يحصل الأصلح بتفويت المصالح كما يدأ الأفسد بارتكاب المفاسد.
- الحكمة أن تميز بين خير الخيرين وشر الشرين.
[1] – سورة النحل (88)
[2] – سورة البقرة (251)
[3] – سورة البقرة (60)
[4] – سورة البقرة (262)
[5] – سورة التوبة (19)
[6] – متفق عليه
[7] – سورة النساء (31)