منتدى الدوحة 2019، مشروع anti-Davos؟
منتدى الدوحة 2019، مشروع anti-Davos؟
محمد الحبيب الدكالي
عديد من المؤشرات تشير إلى بداية تشكّل قطب سياسي- اقتصادي دولي جديد، يتبنى فلسفة جديدة في العلاقات الدولية. الأهم في الموضوع مبادرة عملية في هذا الاتجاه تتمثل في تشكيل مجموعة اقتصادية دولية جديدة تضم ماليزيا وإندونيسيا وتركيا وباكستان وقطر، وسيتضمن “إعلان كوالالمبور” يوم 17/12/2019 نشر وثيقة تأسيس القطب الدولي الجديد.
منتدى الدوحة هذه السنة ينعقد تحت شعار ” الحوكمة في عالم متعدد الأقطاب” حضره عدد من الرؤساء وشخصيات دولية وعدد كبير من الخبراء وممثلو مراكز دراسات وتفكير مرموقة عالميا، وكان نجم المنتدى بلا منازع محمد مهاتير، وكذلك بول كاغامي الرئيس الرواندي الذي أخرج بلده من جحيم المجازر وقادها لتصبح على رأس الدول الأفريقية في سلم النمو والتنمية وهو من رموز مكافحة الفساد.
محمد مهاتير أرسل عدة رسائل مهمة في كلمته منها ما هو موجه للأمة الإسلامية وآخر للعالم وثالث للغرب ورابع للأمم المتحدة.. شدد على “أننا يجب ألا ننظر غربا بل يجب أن ننظر شرقا” وذكر اليابان وكوريا كنماذج وكشركاء رئيسيين.. حمل على “المُتَنَمِّرين” الذين يعتقدون أن من حقهم الاستفراد بقيادة العالم بالقوة.. حمل كذلك على النظام العولمي والتجارة الظالمة التي تعود بالضرر على الشعوب الفقيرة.. حمل كذلك على حصار إيران وطرح تبني العالم لقواعد قانونية جديدة لتنظيم مسألة الحصار على أسس قانونية محددة.. تطرق إلى مشروع التكتل الاقتصادي الجديد بين البلدان الإسلامية الخمس، واعتبره مشروعا يهدف إلى إعادة بناء الحضارة الإسلامية.. الشيخ تميم ركز على قضايا البيئة المهددة لمستقبل البشرية، وشدد على مسألة إفلات المجرمي في حق الشعوب والحروب من العقاب بتبني نظام دولي يضمن القصاص منهم، كما ركز على مسألة الفقر والتطرف العنيف باتجاهاته المختلفة وإشعال الحروب ومآسي الهجرة..
واضح أن القيادات المخلصة في الأمة قد أدركت أن عوامل نجاح مشروع تكتل نهضوي إسلامي دولي ببعده الإنساني الشامل وتقديم البدائل للحضارة المادية العولمية الظالمة، قد اكتملت عناصر إطلاقه بنجاح.. وَيَا له من مشهد مستقبلي هائل.
محمد الحبيب الدكالي