الخطة الفرنسية الرهيبة للقضاء على العربية في المغرب والجزائر
د.عبد العالي الودغيري
هوية بريس – 15 أبريل 2019
نشرت جريدة (الأسبوع) المغربية بعددها الأخير 11 أبريل ،2019 تحليلاً مطولاً في ثلاث صفحات كاملة، وقّعه الصحافي المعروف عبد الحميد العوني تحت العناوين الثلاثة الكبرى الآتية:
– جرائم التواطؤ تهدد الحكومة وخيانة كبرى للأمازيغ
– الحرب اللغوية في المغرب تكلف ماكرون 3 ملايين يورو
– ورقة سرية لوزارة الدفاع الفرنسية تنفرد الأسبوع بنشرها.
وقد تضمن المقال معلومات خطيرة للغاية استقتها الجريدةُ من مصادر مختلفة كما قالت، بعضها من أوراق سُرِّبت ضمن وثائق ويكيليكس، وبعضها من ورقة قدمها بببر دومون الرئيس السابق للجنة العلمية في تدريس الفرنسية بإفريقيا جنوب الصحراء للسلطات الفرنسية في شكل توصيات وخلاصات. بالإضافة إلى جملة تقارير أخرى منها تقرير جاسوس معتمد لصالح وزارة الدفاع الفرنسية.
ونحن ننصح بالاطلاع على المقال بكامله لما فيه من تفاصيل كثيرة، لكننا مع ذلك، رأينا من الفائدة تقديم بعض خلاصاته وعناوينه هنا لأهميتها الكبرى التي يتبيّن منها حجمُ المؤامرة الخارجية التي وقع فيها المغرب واستسلَم لها بكل سهولة، وحجمُ التبعية السياسية والثقافية واللغوية التي تريد نخبتُنا السياسية أن تورِّطنا فيها إلى أعناقنا، والتحوّل الخطير الذي تريدُ أن تجرّنا إليه، وحجم الأكاذيب التي يلفقها السياسيون الزائفون ومن يدور في فلَكهم من أشباه المثقَّفين والإعلاميّين الفاسدين وجوقة المهرِّجين الذين انخرطوا جميعًا في أداء أدوارهم في مسرحية سخيفة لإقناع الشعب المغربي بكامله بأن العملية القيصرية التي استعجلوا إجراءها لجسم التعليم العليل، إنما هي من أجل اقتلاع الورَم الخطير الذي لم يجد أطباؤُهم المتآمرون معهم من دواءٍ له سوى استئصاله واقتلاعه. ولم يكن هذا الوَرمُ عندهم سوى اللغة العربية الفصحى. فهي داءُ التعليم الوحيد التي لم يجدوا لها دواء.
لكن أخطر ما في الأمر، هو أن هذه العملية التي يهيئون لتنفيذها إنما هي حلقة في سلسة أخرى من العمليات الاستئصالية التي خططوا لها. لا سلمت أيديهم، ولا بلغهم الله ذلك المراد.
المقال يفضح المؤامرة وينسفها من أساسها، بناء على وثائق وقرارات وصلت إليها الجريدة.
وهذه بعض من عناوينه وخلاصاته:
● وضعت فرنسا المغرب والجزائر ضمن خطة مشتركة طارئة لتحديد مصير لغتها وفرضها بشكل قوي عن طريق التمويل واختراق أجهزة السلطة في البلدين والضغط القوي على المؤسسات.
● كان ضمن هذه الخطة الفرنسية الجهنمية فرض الوزيرة بنغبريط في الجزائر والوزير بلمختار ثم أمزازي في المغرب لتنفيذ مشروعها بحذافيره. وقد قدمت المنظمة الفرنكفونية اسمَيْ الوزيرين ضمن المرصد التابع لها.
● اعتمادا على الوثائق والتوصيات التي اطلع عليها، فإن الفرنسية عقدت شراكة لغوية مع الأمازيغية ولم ترد عقدها مع العربية بسبب أن الأمازيغية ضعيفة ويمكن الانتقال منها إلى الفرنسية بسهولة تامة. وهذه التوصية التي تسهر عليها باريس قدَّمها بيير دومون الرئيس السابق للجنة العلمية في تدريس الفرنسية في إفريقيا جنوب الصحراء. وهي تذهب بعيدًا إلى حد إحداث انقسام داخل حزب العدالة والتنمية على نفسه على أساس عرقي (أمازيغي عربي).
● وعدت باريس بتمويل العجز المالي الذي حدث في البرنامج الاستعجالي وعدم محاسبة أي مسؤول في حال تمكّن تعليم الفرنسية في ذلك البرنامج من الانتقال إلى المؤشِّر الاول عوض المؤشر الثاني الذي كان فيه.
● دعمت فرنسا ملف نشر لغتها في المغرب باعتباره مسألة استراتيجية في سياستها الدفاعية. فبمجرد ما نقل بيرنار إيمي الجاسوس الفرنسي لصالح وزارة الدفاع الفرنسية، إلى رئيسته المباشرة فلورانس بارلي، تقريرًا شاملاً حول التعريب في المغرب والجزائر، قرر الجهاز تقديم منحة إضافية بمليون يورو للميزانية المرصودة لإفشال سياسة التعريب في البلدين.
● إشراف وزارة الدفاع الفرنسية عن طريق المخابرات الخارجية الفرنسية على ملف عودة الفرنسية لغةً للتدريس في السلك الابتدائي والثانوي في المغرب، يؤكد الأهمية الشديدة لهذا الملف بالنسبة لباريس. فإذا كان المغرب يعتبره ملفا استثنائيا، فإن فرنسا تعتبره ملفا استراتيجيا صدرت بشأنه أوراق عمل مباشرة.
● اقترحت باريس على المغرب، لإنجاح سياستها اللغوية في بلادنا، إنتاج مقررات جديدة من الروض إلى البكالوريا طبقا لحاجيات الجيل الجديد في المغرب، وإدماج برامج يتم تكييفها بشكل جديد، وتعزيز برامج تكوين المكونين . وتكاليف هذه الامور كلها سوف تتحملها ميزانية الدولة المغربية 100%.
● ليس ما يجري حاليا ، هو إعادة الفرنسية الى التدريس في المملكة، بل هو إبعاد العربية لصالح الفرنسية.
● وعِد الفرنسيون المغرب بدور مهم لمواكبة البرامج التعليمية الجديدة إن هو اندمج في حركية الدول الحليفة لفرنسا بالقارة الإفريقية، ولن يكو ن الأمر كذلك دون مستقبل جديد للفرنسية في المغرب.
● يسارع المغرب الى تطبيق توصيات المنظمة العالمية للفرنكفونية الصادرة في 13 غشت 2014. وتؤكد السكرتيرة العامة للمنظمة أن الرباط تعاني من مقاومة المحافظين لمخطط الفرنسة، لذا فإنها دعت إلى توحيد خطتها للفَرْنسة في المغرب والجزائر، بل دعت الى التدخل السياسي الضاغط لتمرير المشاريع المرصودة وأساسها فرنَسة التعليم الابتدائي والحضانة، حتى ولو تطلب الأمر زيادة ميزانية العمل بمقدار 40%.
● حاولت فرنسا أن تدفع المغرب إلى خلق موقع ينسلخ فيه عن العالم العربي ويندمج في إفريقيا الفرنسية متزعما لمنطقتها الغربية، ولذل فهو حريص على دخول مجموعة (سيداو). وكل هذه المقاربة تعتمد على دعم اللغة الفرنسية، وما عداها لا يهم، لأنه بالنسبة للخطة ليس هناك بعد الفرنسية سوى لغات محلّية لا أهمية لها.
● نجاح تطبيق المغرب لتوصيات الفرنكفونية وصل إلى حدود 70%، ومخطط له أن يصل إلى: 90% في عام 2021.
● المنظمة العالمية الفرنكفونية راغبة في تمويل 70 الى 80% من برامج تحويل التعليم الابتدائي المغربي من العربية إلى الفرنسية.
● لم يعد ممكنا التفكير خارج الفرنسة في المغرب. إذن.
يقول صاحب المقال.