منع المرابطين خطوة للاستيلاء الكامل على الأقصى
منع المرابطين خطوة للاستيلاء الكامل على الأقصى
نشر في هوية بريس يوم 15 – 09 – 2015
تتواصل الاعتداءات على المسجد الأقصى بعد أن أصدر وزير الدفاع الصهيوني قرارا بمنع دخول المرابطين واعتبارهم إرهابيين، وأدى اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني للمسجد إلى إصابة العشرات من المصلين وحدوث أضرار جسيمة بالمسجد في الوقت الذي اعتبرت فيه المقاومة أن الاعتداء على الأقصى خط أحمر؛
فتوجهنا بأسئلة موقع “الجزيرة مباشر” لنائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأحد مؤسسي حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب د. أحمد الريسوني الذي أكد في الجزء الأول من هذا الحوار أنه إذا تغافل المسلمون سوف ينتزع منهم الأقصى، والرباط في الأقصى ليس مجرد عبادة فردية ولكنها حماية لأولى القبلتين، وجهاد نيابة عن الأمة، ومنع المرابطين خطوة ليفرض الاحتلال سيطرته الكاملة على المسجد ويطرد المسلمين وعلينا جميعا شعوبا وقادة أن ننتبه لهذا الواقع الجديد.
وشرح د. الريسوني أن التقسيم الزماني والمكاني هو مجرد خطوة نحو الاستيلاء الكامل علي المسجد الاقصى، واجب المسلمين أن يعرفوا أن قضية فلسطين قضيتهم جميعا فنحن لا نتصدق علي الفلسطينيين بجهد أو مال وهذا نص الجزء الأول من الحوار.
أصدر وزير الدفاع الصهيوني قرارا بمنع المرابطين من دخول المسجد الأقصى باعتبارهم تنظيما إرهابيا… هل مهد ذلك لاقتحامات اليهود للأقصى؟
الخطوة الأخيرة وهي طرد المرابطين والمعتكفين خطوة جديدة، فالاحتلال الصهيوني منذ وضع يده على الأقصى يغتنم الفرص ليسيطر على المسجد ويطرد منه المسلمين، ويقطع الطرق عليهم، ويمكن لليهود تمكينا نهائيا فهذه مساع متواصلة لمنع المصلين والمعتكفين من الأقصى لتقليل فرص تمكين الفلسطينيين من مسجدهم والتمكين للصهاينة، فعلى المسلمين أن يتنبهوا فهذه خطوة ليست جديدة، خاصة حينما يكون العالم الإسلامي منهمكا في مصائبه وكوارثه تغتنم “إسرائيل” الفرصة لتتقدم خطوة جديدة نحو مزيد من السيطرة على المسجد الأقصى وإبعاد المسلمين عنه شيئا فشيئا، فيجب على المسلمين جميعا شعوبا وقادة أن ينتبهوا لهذا الواقع اليومي الجديد ونحن عن ذلك غافلون للأسف الشديد.
ما هي منزلة وأهمية الرباط في المسجد الأقصى؟
فضل الله ثلاثة مساجد وجعل المرابطة والاعتكاف فيها ذات أجر مضاعف (المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى)، ولكن الذى يجب أن نفهمه أن رباط هؤلاء المرابطين واعتكاف هؤلاء المعتكفين ولزومهم المسجد الأقصى ليلا ونهارا والتناوب على ذلك ليس مجرد عبادة فردية ولكنها حماية للأقصى، هذا جهاد نيابة عن الامة فهم في عمل جهادى ولو كانوا في مجرد عبادة فردية يطلبون الاجر لأنفسهم لكان أمرا عظيما فكيف وهم يثبتون إسلامية هذا المسجد العظيم وملكيته للمسلمين.
يسعى اليهود للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى…ماهي خطورة ذلك؟
المسجد الاقصى بمبانيه وباحاته ومحيطه كله مكان إسلامي وحرم من حرمات المسلمين ومعلم من معالم المسلمين منذ 13 قرنا ويزيد، وهو وقف أوقفه الناس من مالهم الخاص وجعلوا أراضيه ومبانيه وقف لله تعالى وهو جزء من المسجد الأقصى فكل اقتحام وكل استيلاء على شبر من هذا المكان ومن الاماكن الملحقة به هو عدوان واغتصاب والاحتلال الصهيوني يحاول أن يستولي عليه شيئا فشيئا، فالتقسيم الزماني والتقسيم المكاني هو مجرد خطوة نحو الاستيلاء الكامل علي المسجد الاقصى فهم يريدون التقسيم الزماني بحيث يكون المسجد الاقصى فترة للمسلمين وفترة لليهود ثم يتبع ذلك التقسيم المكاني فيصبح جزء منه لليهود وجزء للمسلمين، فإن سكت المسلمون وإن سلموا وإن تغافلوا فإن المآل أن ينتزع منهم ويغتصب من أيديهم بصفة كاملة.
لماذا لا يتعامل المسلمون مع المسجد الأقصى بنفس الأهمية والقدسية التي يتعاملون بها مع المسجد الحرام والمسجد النبوي؟
المسجد الأقصى واقع تحت الاحتلال منذ عام 67 فالمسلمون لا يتاح لهم زيارته والصلاة فيه، فلذلك وقع تغييبه من ذاكرتهم بينما الحرم المكي يزوره ملايين المسلمين كل سنة ويحجون ويعتمرون ويزورون المسجد النبوي فهما حاضران، بينما المسجد الأقصى غيبه الاحتلال ولذلك علي أعلامنا وإعلامينا أن يستحضروا المسجد الأقصى وأن يتولوا تعويض هذا الغياب حتى لا يغيب عن أذهان المسلمين وعن أرواحهم وعن ضمائرهم ونحن لا نريد أن ندعو لزيارة المسجد الأقصى وهو واقع تحت الاحتلال وتحت مراقبة العدو وضغطه.
ما هو واجب المسلمين تجاه الأقصى (أولى القبلتين)؟
على المسلمين من خارج القدس أن يكونوا مناصرين وأن يجعلوا القضية حية في إعلامهم وتعليمهم ومساجدهم لكى لا تموت هذه القضية ولكى لا تفتر قلوب المسلمين وعواطفهم تجاه المسجد الأقصى.
الشعب الفلسطيني يدافع عن الأقصى منذ عقود، ما هو الدعم الذى يحتاجه هذا الشعب من العالم الإسلامي؟
واجب المسلمين أن يعرفوا أن قضية فلسطين قضيتهم جميعا فنحن لا نتصدق على الفلسطينيين بجهد أو مال وإنما هي قضيتنا مثلما هي قضيتهم سواء بسواء صحيح أنه كتب عليهم ومن قدرهم ومن شرفهم أن يتحملوا أكثر من غيرهم لأنهم في عين المكان ولأنهم هم الذين يواجهون آلة البطش وتنتزع منهم منازلهم وبساتينهم ولا أقل من أن نعتبر قضية إزالة الاحتلال وحماية بيت المقدس قضية اعتداء وظلم على الأمة فالفلسطينيون جزء منا، وقضية فلسطين قضية الأنظمة العربية والإسلامية وقضية علماء المسلمين جميعا وعليهم أن يجعلوا لها جزءً من خطبهم ودروسهم وبذلك تظل القضية حية، وعلينا أن نفعل كل ما نستطيع من مظاهرات ونقدم الأموال لأهل فلسطين وهم أدرى بما يحتاجون إليه في غزة أو الضفة ونقتسم معهم لقمتنا.
هناك شعور بالإحباط لدى الشباب بعد تراجع الربيع العربي وتعدد صور الاعتداء على الأقصى ماذا تقول لهم؟
أقول للشباب وعموم المسلمين (وتلك الأيام نداولها بين الناس) هذه سنة الله وهذه جولات ودورات وتقلبات ولا يدوم ظلم ولا يدوم اغتصاب ولكن يدوم الشرع والحق والعدل فهذه أيام مؤسفة علا فيها صوت الباطل والعدوان وصوت اغتصاب الشرعية في عدد من الدول الاسلامية وساد فيها الاستبداد ووجد من يمده بالسلاح والمال ليسيطر على الحكم ويواجه المعارضين (يا أيها الذين آمنوا أصبروا وصابروا ورابطوا)، والربيع العربي مازال في القلوب والعقول وعلى الشباب والرجال والنساء أن يستمروا في مقاومة الظلم والاستبداد كل في موقعه مع العلم أن عددا من الدول مازالت تواصل مسيرتها الإصلاحية والنهضوية ونرجو من الله أن ينصر عباده المظلومين والمستضعفين.
(المصدر: الجزيرة مباشر).