أحمد ويحمان.. معدن الوفاء ومدرسة الثبات
أحمد ويحمان..
معدن الوفاء ومدرسة الثبات
روى الإمام مسلم في صحيحه، عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تجدون الناس معادن؛ فخيارُهم في الجاهلية خيارُهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أكرهَهم له قبل أن يقع فيه. وتجدون من شرار الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه».
مرارا أتذكر هذا الحديث الشريف كلما رأيت الصديق العزيز والمناضل الفذ الدكتور أحمد ويحمان، أو كلما قرأت له أو قرأت عنه وعن مواقفه.
ويحمان صار هو في حد ذاته رمزا من رموز القضية الفلسطينية بالمغرب، ولكنه أصبح الرمز الخاص – الوطني والعالمي – لمحاربة التطبيع مع المحتل الصهيوني. إذا قيل ويحمان، قيل محاربة التطبيع، وإذا قيل التطبيع، انتصب ويحمان متصديا ومقاوما، لا يغيب ولا يتخلف..
لكن ويحمان له قضية خطيرة أخرى لا يجاريه ولا يدانيه فيها أحد؛ إنها قضية الوحدة الترابية والبشرية والسياسية للكيان المغربي. ولم أرَ بالمغرب أحدا أشدَّ منه يقظة وتفانيا وصلابة في التصدي للمخططات الانفصالية والتفريقية والتخريبية. ومَن غيره كان يستطيع فضح المخطط الإسرائيلي الذي كان ماضيا في إعداد العصابات المسلحة وتدريبها داخل الأرض المغربية؟!
الدكتور أحمد ويحمان معدن نادر في جودته ونفاسته. بل هو من أنفس وأكرم من عرفتُ من الناس طيلة حياتي. رجل المبدأ والقضية، رجل الصفاء والوفاء، فطوبى له رمزا للشرفاء.
ولكن بما أننا في زمن يعربد فيه الخونة الأشرار، ويحاكَم فيه المخلصون الأحرار، فلا غرابة أن يحاكم ويحمان ويسجَن، بدل أن يُمنح ما يستحقه من الأوسمة التقديرية.
أحمد الريسوني..