الريسوني في تصريح لموقع “اليوم 24” يطالب: بالمحاسبة الصارمة للمتلاعبين بالأمانة والمسؤولية
المبادرة الملكية بالإفراج عن هاجر وعن باقي المعتقلين معها، هي مبادرة محمودة ومقدرة ومشكورة لجلالة الملك حفظه الله وسدده.
وبهذه المناسبة أتقدم بالتهنئة لهاجر وخطيبها وللطبيب ومساعديه. وأقول لهم جميعا عودوا إلى مواقعكم سالمين غانمين، معززين مكرمين، مشمولين بالعطف الملكي وبالتضامن الشعبي.
أشكر وأقدر جميع من ناصروا هاجر وقضيتها، من السادة المحامين والصحفيين والحقوقيين والمفكرين وغيرهم. لقد أحدثوا حالة نموذجية من التضامن مع المظلوم ومواجهة الظالمين. وبهذا تحيى الشعوب وتترقى المجتمعات.
ويمكن أن أقول: إن القرار الملكي بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين الأبرياء يحمل في ثناياه إدانة واضحة لما تعرضوا له من ظلم وتعسف؛
فهو أولا قد صدر بسرعة قياسية.
وثانيا لم ينتظر أي مناسبة أو عيد ديني أو وطني، كما هي العادة في العفو الملكي عن السجناء.
وثالثا تضمن تشكيكا صريحا فيما نسب إلى المتهمين، واعتبره مجرد احتمال خطأ..
ورابعا تحدث بصريح العبارة عن الرابطة الشرعية التي تجمع هاجر وخطيبها، وهو ما أنكرته المحكمة وسخرت منه، واعتبرته مجرد تضليل للعدالة..
لكن: هل عادت الأمور إلى نصابها؟
أعتقد أن الأمور لن تكون في نصابها ووضعها السوي، إلا بالنظر المماثل في عدد من القضايا المماثلة، ولن تعود إلى نصابها حتى يصبح الناس في أمن من بعض المتفرعنين الذين يتربصون وينصبون الفخاخ وشباك الاصطياد للعباد.
لقد تعرضت هاجر لاعتقال تعسفي كان أقرب إلى الاختطاف، ثم تعرضت بعد ذلك لصنوف من الإذاية والإهانة والاعتقال والسجن بدون وجه حق. وتعرض معها بقية المتعتقلين لما هو معلوم من التعسفات والمظالم، للأسف على يد أجهزة رسمية منصبة لحماية أمن الناس وحقوقهم وكرامتهم.
ولذلك يجب أن نقول كلمة حق لا بد منها: وهي ضرورة المحاسبة الصارمة، للمتلاعبين بالأمانة والمسؤولية، المتجاوزين للقوانين والمبادئ، والمسيئين لسمعة المغرب وأمنه الحقيقي.
أحمد الريسوني