الوهْبية القديمة والوهْبية الحداثية
الوهْبية القديمة
والوهْبية الحداثية
أحمد الريسوني
يشهد المغرب اليوم حركة نشيطة يقودها زعيم حداثي يسمى “وهبي”، وإليه تنتسب الطائفة الوهْبية الحداثية بالمغرب. لكن المدهش هو أن هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها “حركة وهبية” بالمغرب، فقد ظهرت “الطائفة الوهبية” وانتشرت بالمغرب، منذ ما يزيد عن عشرة قرون!!
وتتفق “الوهبيتان” – القديمة والحداثية – في الانشقاق عن مجتمع أهل السنة، والعمل على هدم الشريعة والمذهب المالكي.
كما تتفقان في استعمال التقية لتحقيق الاندساس والاختراق..
فالوهبيون القدماء انتقلوا من مذهب الخوارج إلى الوهبية الشيعية.. وكذلك الوهبية الحداثية، انتقلوا من اليسار المتمركس إلى اليمين المتصهين.. لتسهيل عملية الاختراق، وكسب الدعم الخارجي..
والوهبيون القدامى كانوا يندسون ويتَقَوَّون في المجتمع السني بواسطة الزواج المخادع من بناته.. والوهبيون الجدد يندسون ويتقوَّون في مؤسسات الدولة بواسطة الولاء المخادع..
ويبقى الفرق البارز بين وهبية القرن الخامس ووهبية القرن الخامس عشر، هو أن أولئك كانوا يتمسكون بالزواج ويستعملونه.. وهؤلاء يناضلون لهدم الزواج، وفتحِ كافة الأبواب أمام الإباحية الجنسية.
وهو فرق ناجم – فقط – عن متطلبات الزمان ووسائله وأدواته.. ويبقى الهدف واحدا..
ولمزيد من التأمل والمقارنة:
إليكم ما أورده الفقيه المالكي القاضي برهان الدين بن فرحون، في كتابه (تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام)، نقلا عن كتاب (الحاوي) لابن عبد النور..
وهي فتوى للإمام أبي القاسم السُّيوري، حيث سئل عن قوم كانوا من الإباضية، “ثم تمسكوا بمذهب الوهْبية، وهم طائفة من الرافضة بالمغرب، وسكنوا بين أظهر المسلمين يظهرون بدعتهم. فاستولى الآن على البلد من أخمل ذكرهم وغلب عليهم، فأراد الآن هدم مسجد كانوا يصلون فيه، وفسخ أنكحتهم المتقدمة، لأن الرجل الوهبي كان يتزوج المرأة المالكية لتقوى شوكته بمصاهرة أهل السنة. وأراد هذا المتولي سجنهم وضربهم حتى يرجعوا إلى مذهب مالك، فهل له ذلك أم لا؟
فأجاب: أما هدم المسجد الذي كانوا يصلون فيه فلا، لكن يُـخْلى منهم، ويعمر بأهل السنة، ويمنع الغرباء من الدخول إليهم والتصرف عندهم، ومنعهم بذلك من الحق والصواب. والنكاح الذي أحدثوا من نسائنا يفسخ، وسجنهم وضربهم إن لم يتوبوا إلى الأمر الحق.
ويُردُّون إلى مذاهب أهل السنة، ومن قدر على ما ذكرناه فيلزمه فعل ذلك، إذا كانت قدرته ظاهرة، ولا يتركون يخالفون الناس، والله الموفق للصواب”.