الصلة والتداخل بين الحج والعمرة..
الحج والعمرة عبادتان اثنتان, تختلفان في الاسم كما تختلفان في الحكم. ويمكن أداء حج دون عمرة أو عمرة دون حج. ولكن- رغم هذا- فإن بينهما من التلازم والتشابه والتداخل ما يسمح باعتبارهما شيئا واحدا وعبادة واحدة, وخاصة حين النظر والبحث في مقاصدهما.
أما التلازم فحسبنا منه أن العمرة لم تذكر في القرآن الكريم إلا مقترنة بالحج. قال تعالى” و أتموا الحج والعمرة لله” ثم قال” فمن تمتع بالعمرة إلى الحج …”(1)
وفي موضع آخر قال سبحانه” فمن حج البيت أو اعتمر…” (2)
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد عبر عن العلاقة الاندماجية بين الحج والعمرة بقوله” دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة”(3)
وبهذا الدخول أو التداخل يصح عند كثير من العلماء الإحرام بالحج ثم تحويله إلى عمرة,وهو ما يسمى عند الفقهاء” فسخ الحج إلى العمرة “. وبهذا التداخل يمكن أيضا أداء المناسك المشتركة بين الحج والعمرة بعمل واحد لها معا, كما في الطواف والسعي في حالة القران. ومن هذا التداخل أيضا أن كل الحجاج تقريبا يؤدون عمرتهم مع حجتهم في موسم واحد.
وكما هو معلوم فإن أعمال العمرة كلها توجد في الحج, ويزيد الحج بأمور ليست في العمرة. ومن هنا يطلق على العمرة” الحج الأصغر”.