الريسوني وتهميش العلماء
هناك تهميش عام للعلماء سواء من جانب المجتمع الذي يكون في كثير من الحالات راغبا عنهم وزاهدا فيهم وغير مقدر لمكانتهم، وأيضا من جانب المسؤولين ، وهذا التهميش أصبح مطلبا لدى كثير من السياسيين.
وتقصير الحركات الاسلامية في حق العلماء هو أقل مما ينالونه بصفة عامة في المجتمع. وأضاف أن حاجة الحركات الإسلامية للعلماء كحاجة الأمة إليهم بل أشد، والعلماء هم المصابيح والمرشدون الذين يحلون الإشكالات ويجتهدون في المستجدات وكل فئة لا تلجأ إليهم فإنها تكون في ضلال أو إلى ضلال.
والحركة الإسلامية لم تهمش العلماء، لكنها لم تبوأهم المكانة اللائقة بهم ولم تحرص على تقديمهم بما يليق بهم وبما يلبي حاجتها إليهم، والعلماء بدورهم ليسوا بريئين من التقصير، حيث إنهم كانت لديهم في العصور المتأخرة قابلية للانصراف والابتعاد عن ميادين معارك الأمة وقضاياها ومنها قضية الدعوة والحركة الاسلامية ، إذن فالتقصير متبادل.
وبعض الحركات الاسلامية لا تحرص على أن يكون العلماء على رأسها وأن يكونوا في صفها الأول كأنهم ينظرون إلى هذا الأمر بأنه ليس ضروريا، والعلماء أيضا ليسوا حريصين على ذلك ولا يريدون أن يكونوا على رأس الحركات الإسلامية أو داخلها حرصا على السلامة والوجاهة لأن العمل العلمي في المساجد والقنوات والمكاتب إلى حد ما مريح والعمل مع الحركات الاسلامية له كلفة وضريبة وهذه الأسباب قد تكون صارفة للعلماء، فإذن هناك مسؤولية مشتركة” .
و العلم المعتبر هو الذي يتبعه عمل وهو الذي ينفع الإنسان في دينه ودنياه وعمله ومعاشه وعلاقاته، والعلم الواجب على الإنسان يختلف حسب الأفراد والحالات، وأن على كل إنسان مقبل على عمل ما أن يعرف أحكام الشرع في هذا المجال.
مقتطف من إحدى حلقات الشريعة والحياة ( 22 – 12 – 2010)