بينات رمضانية: المقاصد والتعايش.. تساؤلات مهمة
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قال الله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل…” استنبط العلماء من هذه الآية مقصدا شرعيا وهو المساواة الإنسانية بصفة عامة، والتعارف بين البشر بما يوحي بالأمن، فيما بينهم فكيف يمكن تحقيق هذا المقصد في زمن فاضت فيه: أولا : رائحة العنصرية
ثانيا : الكيل بمكيالين
ثالثا : الظلم البين
رابعا : اتهام غير المسلمين لنا
الجواب:
وبعد فإن هذا السؤال يتضمن جوابه في ثناياه، بحيث قررت السائلة الكريمة أن الواقع الدولي منحرف عن مقتضى الآية الكريمة، وهو يعج بأنواع الاعتداء والتمييز والصراعات وأيضا الكيل بمكيالين كما ذكرت السائلة فللمسلمين من الاتهامات ومن الاضطهاد ومن هضم الحقوق ما ليس لغيرهم من الشعوب والجماعات، .
السؤال الثاني:
من حق المواطنين أن يعيشوا في أمن وسلام وهذا من المقاصد الشرعية، فكيف يمكن تحقيق هذا المقصد إسلاميا والواقع يموج بصراعات وفتن على جميع المستويات وشكرا فضيلة الشيخ؟
الجواب:
لقد امتن الله تعالى على العباد بنعمتين من أعظم نعمه على خلقه وهما نعمة الإطعام ونعمة الأمن؛ لقوله تعالى:(فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) وإذا كان الإطعام من الجوع يحفظ على الإنسان حياته الجسدية المادية؛ فإن الأمن يحفظ كذلك على الإنسان روحه وحياته من القتل والعدوان ولكنه يحفظها أيضا من القلق والخوف والفزع فهو أكثر فائدة من الطعام وإزالة الجوع. وتحقيق الأمن النفسي والروحي والمعنوي للإنسان لا يقتصر فقط على حفظ روحه ونفسه من القتل والعدوان بل يشمل الأمن القلبي والداخلي للإنسان.
ولذلك قال العلماء قديما: سلطان غشوم خير من فتنة تدوم.
والقرآن الكريم عمل على توجيه الناس إلى أن يتحققوا بالأمن الداخلي وهو الذي يأتي من الإيمان بالله وبقدره وبأنه القاهر فوق عباده الفعال لما يريد. كما يأتي من عبادته ومن ذكره والإنابة إليه كما قال تعالى:”الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب” فإذا اختل الأمن الخارجي والمادي في حياتنا أو مجتمعنا بدرجة أو بأخرى فإن المؤمن يجد راحته وطمأنينته وأمنه في لجوئه إلى ربه واعتماده عليه وحده لا شريك له. كما قال تعالى:”الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون” والحمد لله رب العالمين.
المصدر: التجديد 09 – 08 – 2002