نداء من أجل العربية
نداء من أجل العربية
03/07/2008
تعتبر اللغة والدين المحددين الأساسيين لهويات الأمم والشعوب وانتماءاتـها على مر التاريخ وإلى الآن .ويزداد هذان العنصران قوة في ذلك ، إذا التحما في بوتقة واحدة ، بحيث تكون اللغة القومية لجماعة بشرية ما، هي نفسها لغتها الدينية .
ورغم المحاولات الحديثة والحثيثة ، لإعادة تشكيل الأمم والشعوب وانتماءاتها والانتماء إليها ، على أسس جغرافية وسياسية وقانونية ، فإن ذلك لم يلغِ ولم يضعف قوة الانتماء الديني والانتماء اللغوي. فما زال الولاء القومي واللغوي ، والانتماء الديني ، يعلوان فوق الانتماء الوطني السياسي، في حالة ما إذا كانا مختلفين.
وتشكل اللغة الأم ـ لغةُ التنشئة والتعامل ـ حضنا وغذاء نفسيا وعاطفيا لشخصية أي إنسان . فالمفهوم الأولي والبسيط ، السائد عن وظيفة اللغة ، بأنها مجرد أداة للتواصل والتفاهم بين الناس ، هو جزء من الحقيقة ، وليس كل الحقيقة . ووصف اللغة بعبارة ( اللغة الأم ) ، هو التعبيرالحقيقي الصادق عن دور اللغة ووظائفها . فـ (اللغة الأم) ، تعني أن للغة وظائف كوظائف الأم .وهذا التعبير بمعناه المذكور، يعفيني من إطالة الشرح والبيان لما تضطلع به ( اللغة الأم ) ، من وظائف وخدمات نفسية وعاطفية وتربوية وتثقيفية وتواصلية ، مع المحيط القريب والبعيد . بل حتى هذه الوظيفة التواصلية للغة ، فإنها ليست بالمحدودية التي تتبادر إلى الأذهان ، وهي التخاطب والتواصل بين الناس المتعاصرين ، بل هي ـ فوق ذلك ـ أداة للتفاهم والتواصل بين العصور والأجيال ، مع ما ينشأ عن ذلك من ارتباط عاطفي ، لا تختلف طبيعته عن ارتباط الشخص بأقاربه وأصدقائه ومعاصريه .
ولحكمةٍ ما ـ أرادها الله تعالى ـ كانت المسألة اللغوية حاضرة منذ اللحظة الأولى لخلق الإنسان ، فقد كان أول تعليم رباني تلقاه الجنس البشري ، هو اللغة والبيان ، حتى قبل أن يتعلم آدم كسب قوته ، أو عبادة ربه ، أو ستر عورته.) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا( [البقرة/31] ) الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآَنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ( [الرحمن/1-4] . وأقل درس يستفاد من هذا ، هو أن لِلُّغة وظيفة أساسية وعاجلة في حياة الإنسان.
وإذا كان (كل إناء بالذي فيه يَرْشح) ، فإن كل لغة ـ واللغة إناء ـ بالذي فيها تَرْشح ، ترشح بما فيها ، على مَن حولها ومن تعامل معها. ولذلك فإن الاحتكاك ، أو الاندماج ، مع أي لغة من اللغات ـ وخاصة في مرحلة النشأة الأولى ـ يُفيض على الشخص ويبث في روعه ونفسه ، من تاريخ تلك اللغة وأدبها وثقافتها وقيمها وذكرياتها…
فالانتماء اللغوي/الثقافي للأ شخاص وللمجموعات البشرية ، يتجاوز في تأثيره حتى الانتماء العرقي نفسه. ولذلك نجد اليوم شعوبا إسلامية كبيرة قد انتمت إلى العروبة بسبب اندماجها في لغة العرب ، مع أنها ذات انتماءات قومية ليس لها أي أصل عرقي عربي . وقد جاء في الأثر : ” يا أيها الناس إن الرب رب واحد ، وإن الأب أب واحد ، وإن الدين دين واحد ، وليست العربية بأحدكم من أب ولا أم ، وإنما هى اللسان . فمن تكلم بالعربية فهو عربى.” ( الجامع الكبير للسيوطي 1 / 26740).
وبهذا المعنى اندمج في عروبة اللسان أضعافُ عرب الأنساب . ومن المعلوم أن عرب اللسان هم أكثر مَن خدموا العربية وأكثر من دافعوا عنها.وبهذا أيضا تخلصت اللغة العربية من أي صفة عرقية أو عنصرية.فاللغة العربية ليست لغة خاصة بعرب النسب ، ولكنها لغة من تكلم بها واندمج فيها . فمن فعل هذا فهو العربي، أيّاً كان نسبه وسلالته.
كما أن (اللغةُ الأم) تشكل وسيلة لا بديل عنها ، لأي إبداع ـ أدبي أو علمي ـ مستقل ومتميز. وبدونها لا تكون إلا التبعية والذيلية والهامشية . فليس هناك أمة أبدعت وتميزت ، حضاريا أو علميا أو أدبيا ، بغير لغتها القومية الراسخة فيها . وها هي التجربة اليابانية ـ على سبيل المثال ـ حية وقريبة ، حيث كان الاعتماد الأساسي والكبير للنهضة اليابانية ، على اللغة القومية ، وليس على اللغة الإنجليزية ، كما يظن الكثيرون .ولحد الآن ، فإن الشعب الياباني يعتبر متأخرا في سلم المعرفة باللغة الإنجليزية ، ضمن شعوب العالم . فقد جاء اليابانيون في المرتبة الثامنة عشرة في امتحاناتٍ خاصة باللغة الإنجليزية ، أجريت على الصعيد الآسيوي . ولو كان الامتحان على الصعيد العالمي لتدحرج ترتيبهم إلى الوراء أكثر ، ولسبقهم كثير من العرب !
على أن لِلُّغةِ العربية خاصية أخرى لاتخفى أهميتها وخطورتها عند كافة العرب والمسلمين ، وهي كونها لغة الإسلام ، أي لغة القرآن والسنة ، وهي أيضا اللغة الأولى للعلوم الشرعية والثقافة الإسلامية . وهذا ما يجعلها لغة مشَرَّفة ومحبوبة ومطلوبة ، عند مئات الملايين من المسلمين من غير العرب.
ولكن هذه الخصائص والوظائف الكبيرة والخطيرة ، سواء التي تشترك فيها اللغة العربية مع غيرها من اللغات العالمية ، أوالتي تتفرد بها دون سائر اللغات ، قد أصبحت كلها مضعضعة أو مهملة أو مهددة…
لقد أصبح الكثيرون من النخب العربية ، ومن المسؤولين العرب ، يجيدون ويمجدون اللغات الأجنبية ، أكثر بكثير مما يفعلونه مع لغتهم .حتى إن بعض المنظمات التابعة للأمم المتحدة قد بدأت تتداول قرار حذف اللغة العربية من اللغات الرسمية المعتمدة لديها ، وذلك لسببين :
الأول : هوأن ممثلي الدول العربية أنفسهم لا يستعملون لغتهم العربية داخل هذه المنظمات ، حرصا منهم على إظهار معرفتهم باللغة الأجنبية.
والثاني : هوأن الدول العربية غير ملتزمة بتعهداتها المالية والبشرية ، في دعم متطلبات استعمال العربية في أجهزة الأمم المتحدة وفروعها.
على أن هذا التفريط الرسمي العربي في اللغة القومية الرسمية ، على صعيد الأمم المتحدة ، وعلى الصعيد الدولي بصفة عامة ، ليس إلا فرعا ونتيجة للتفريط الأصلي على الصعيد الداخلي. ففي مجمل الدول العربية ، نستطيع أن نستنتج بيسر ووضوح ، عدم وجود أي رغبة جدية ، ولا أي سياسة حقيقية ، لتقوية اللغة العربية وتعزيز مكانتها الداخلية والخارجية.وفي كثير من هذه الدول لايستطيع الملاحظ أن يستنتج كون اللغة العربية هي اللغة ( الرسمية ) للبلد !
فاللغات الأجنبية تواصل اكتساحها واحتلالها لمواقع السيادة والريادة ، على الخريطة العربية ، في مجالات التعليم والإعلام ، والإدارات والمعاملات الحكومية ، والمرافق الاقتصادية والتجارية والخدماتية . وهي في ذلك معززة بجهود ومخططات ومؤسسات وتمويلات …وهكذا تستولي اللغة الإنجليزية على المشرق العربي ، وتستولي اللغة الفرنسية على المغرب العربي.
وبجانب الاكتساح اللغوي الأجنبي ومؤسساته التعليمية وغيرها ، بدأ يستفحل استعمال العامية في الإعلام والتعليم كذلك ، ففي الثانويات ـ ولا نتحدث عما دونها ـ وكذلك في الجامعات ، وحتى في أقسام الدراسات العليا، يتزايد استعمال الطلبة والأساتذة لِلَهَجاتهم العامية ، أو لخليط بين الفصحى والعامية.وأما في الإعلام ـ وخاصة منه الإعلام التلفزي ـ فالأمر أسوأ وأفدح.ومن أمثلته القريبة : البرنامج الذي كان يقدمه صحفي عربي كبير وكاتب قومي شهير، على قناة الجزيرة . وكان حريصا ألا يتحدث فيه إلا بعامية كاملة ، كأنما يتحدث إلى أصدقائه وأقاربه في القاهرة!! مع أن في ذلك خسارة إعلامية كبيرة للمتحدث وللقناة ذات الطابع العربي الدولي .
وقد بدأنا نرى دعاة ومحاضرين مشاهير ، يخاطبون في دروسهم ومحاضراتهم جمهورا عربيا متنوع الأوطان واللهجات ، ولكنهم ـ مع ذلك ـ يظلون غارقين في عاميتهم المحلية الخاصة ، مما يجعل كثيرا من الناس ينصرفون عنهم ، أو يصبرون عليهم ـ على مضض ـ ولسا ن حالهم يقول 🙂 مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُول ُ( [هود/91]
وفي هذا السياق أيضا انبعثت ـ بعد فشل قديم ـ دعوات متحمسة ومبادرات فعلية ، لمحاولة ترسيم اللهجات العامية واتخاذها بدائل عن الفصحى. وهكذا ظهرت في المغرب العربي ـ على سبيل المثال ـ صحف وإذاعات وقنوات ، مكتوبة وناطقة بالعامية . ولحسن الحظ ، فإن أصحابها يشتكون من إعراض الجمهور عنهم واستهجانه لعملهم . ذلك أن عامة الناس ـ بمن فيهم الأميون وأشباه الأميين ـ يفضلون لغة فصيحة ميسرة ، على العامية المغرقة في محليتها وخصوصيتها وقلة جدواها.فهو يريدون خطابا يرتقي بهم لا خطابا ينحط بهم.
ثم هناك خطر آخر يتهدد العربية والعروبة في عقر دارها ، وفي بيت آبائها وأجدادها.ويتعلق ـ بصفة خاصة ـ بالدول والمجتمعات العربية ، التي تحتضن وتستقبل الملايين من الوافدين والمقيمين غير العرب ، تفوق أعدادهم أحيانا عدد السكان من أهل البلد . فهذا الوضع يشكل وينتج عملية تعجيم لغوي ، عفوي وهادئ ، لهذه المجتمعات . عملية التعجيم هذه تتمثل في استعمالات مشوهة وغريبة للتعابير والألفاظ العربية وغير العربية ، هي آخذة في الزيادة والشيوع .كما تتمثل في الاختفاء الكامل أو شبه الكامل للتعامل باللغة العربية ، بما فيها العامية المحلية ، من عدد من المرافق الإدارية والاقتصادية والصحية والسياحية، وحلول اللغات الأجنبية محلها.
يقع هذا في الوقت الذي تتيح هذه الحالة ـ حالةُ وجود ملايين المقيمين من غير العرب في المجتمعات العربية ـ فرصة تاريخية نادرة لتعليمهم اللغة العربية بكثير من اليسر والطواعية ، فإذا بالعكس هو الذي يقع !
فأما اليسر والطواعية في تعليم هؤلاء العربية ، فلِكَوْنِهِم ـ أولا ـ في معظمهم مسلمين . وعامة المسلمين يحبون تعلم العربية . وسيكونون فخورين بتحقيق هذا المكسب إذا أتيح لهم في البلدان العربية التي يقضون فيها سنين طويلة . وثانيا، لأن في ذلك مصلحتهم المهنية ، خاصة لو أصبح العمل والإقامة ، أو تجديد الإقامة ، أو الترقية في العمل ، إذا أصبح هذا مشروطا بمعرفة حد أدنى من اللغة العربية ، لغة البلد المضيف والمشغِّل.وهذا ما تفعله الآن عدة دول أوروبية وغير أوروبية.
على أن هناك فرصة أخرى لا يتم التجاوب معها واستثمارها ، لخدمة اللغة العربية وتعزيز مكانتها العالمية ، وهي الإقبال العالمي المتزايد على تعلم العربية من غير العرب ، سواء لأسباب دينية ثقافية ، كما هو شأن أبناء الشعوب الإسلامية ، من أتراك وباكستانيين وماليزيين وإندونيسيين وغيرهم . أولأسباب تجارية ، كما هو شأن الصينيين واليابانيين وغيرهم . أو لأجل مهام سياسية ودبلوماسية واستخباراتية ، كما هو شأن الأوروبيين والأمريكيين وغيرهم . وكل هؤلاء لا يجدون ما يلائمهم ، وما يكفي لتلبية احتياجاتهم ، من مؤسسات وبرامج وأدوات لتعليم العربية.
ولقد رأيت العشرات من الطلبة الآسيويين في الدراسات الإسلامية بالمغرب ، حريصين كل الحرص على تحصيل الدراسات الشرعية التي جاؤوا من أجلها، ولكن ضعفهم الشديد في اللغة العربية كان يبقى عائقا كبيرا أمامهم . ولم يكن عند جامعتنا ولا عند غيرها ، برنامج رسمي وإلزامي ، لتمكين هؤلاء من اللغة العربية ، لغة تخصصهم الدراسي . وأذكر طالبة كورية حاصلة على الإجازة في الدراسات الإسلامية من بلد عربي ، بقيت تكرر عندنا خمس سنين في السنة الأولى من الدراسات العليا ولم تنجح ، لضعف قدرتها التعبيرية باللغة العربية.فكانت لا تستطيع أن تقدم إجابات مفهومة وصحيحة !
إن المسألة اللغوية عموما ـ ومسألة اللغة العربية تحديدا ـ تستدعي وتستحق جهودا أكبر بكثير مما تأخذه الآن . ولا أراني مبالغا إذا قلت إن قضية اللغة العربية تحتاج إلى صحوة وحركة ، على غرار الحركة الإسلامية والصحوة الإسلامية . ولو جاءت هذه الصحوة على شكل انتفاضة ، لكان أنسب وأجدى.
نحن نجد ـ والحمد لله ـ ردود فعل إيجابية ، مقدرة ومشكورة ، في الدفاع عن الإسلام ونبي الإسلام ، وعن القرآن والسنة، وعن القضايا الإسلامية والقضايا القومية، وعن الشعوب العربية والإسلامية … ونجد في ذلك ما لا يحصى من الحركات والتحركات ، والمنظمات والجمعيات ، والمبادرات والتبرعات … ولكن اللغة العربية لا بواكي لها !!، مع أن اللغة العربية هي مفتاح ديننا ، ووعاء تراثنا، وهي ضامن هويتنا واستقلاليتنا الثقافية، وهي وسيلة وحدتنا ونهضتنا …
إن قضية اللغة العربية يجب أن ترفع إلى مرتبة القضايا الكبرى للأمة ، القضايا السياسية والاستراتيجية. ويجب أن تعتبر قضية حكومات وشعوب ، لاقضية مهتمين ومتخصصين .
نحن نرى أن مجامع اللغة العربية ـ وهي ذات جهود وعطاءات جليلة ـ تجد نفسها عاجزة ومشلولة أمام الواقع المتدهور لهذه اللغة . وسبب عجزها وشللها هو أنها بدون أنصار ، بدون تجاوب رسمي ولا سند شعبي، ولا يكاد يعلم بقضيتها أحد.
إن تحريك هذه القضية والانطلاق بها في مسارها ونحو أهدافها ، يحتاج إلى عمل دائري ، في حلقات متداخلة متكاملة : مبادرات وجهود شعبية ونخبوية ، تحريك المجامع والمؤسسات المختصة والمتخصصة ، الضغط لإيجاد سياسات ومبادرات رسمية متجاوبة ، إشراك وسائل الإعلام وتفعيل دورها في القضية ، ثم تستمر الدورة على هذ النحو…
وفما يلي بعض الاقتراحات العملية التي يمكن إنجازها ، كما يمكن تطويرها أو الزيادة عليها.
تأسيس جمعيات ولجان ومراكز لخدمة اللغة العربية والدفاع عنها والتصدي
لمن يسيئون إليها وإلى مكانتها.
تأسيس جمعيات ومراكز ولجان لتعليم العربية لغير العرب ،
وخاصة منهم المسلمين المقيمين في البلدان العربية.
العمل على دعم مجامع اللغة العربية والمؤسسات المختصة ،
وتفعيل دورها ورسالتها، مثل مجامع اللغة العربية بدمشق والقاهرة وعمان والجزائر
والخرطوم ، ومنظمة الألكسو، ومنظمة الإيسيسكو …
تفعيل دور الأسرة والمؤسسات التعليمية في العناية
بالعربية الفصحى والتحدث بها . وهناك التجربة الرائدة لمدارس الدكتور عبد الله
الدنان ، في كل من سوريا والسعودية والكويت وقطر، يمكن نقلها أوالاستفادة منها .
وقد أعطت نتائج باهرة في التنشئة على التحدث الفعلي للأطفال باللغة العربية الفصحى.
إنشاء مواقع إلكترونية متخصصة في الموضوع، وتخصيص حيز له
في المواقع العامة.
إنتاج برامج إلكترونية لتعليم العربية وتقويتها في مختلف
المستويات.
إحداث برامج تلفزيونية وإذاعية مخصصة لخدمة العربية.
إحداث جوائز قيمة لتشجيع الأفراد والمؤسسات على خدمة
العربية والارتقاء بها.
اتخاذ يوم عالمي سنوي للغة العربية.ولو جاءت هذه المبادرة
من جامعة الدول العربية ، أو منظمة الألكسو ، التابعة لها، لكان أنسب.
تنظيم الحفلات والمسابقات الثقافية والأدبية في هذا
المجال.