الإسلام والاتجاهات السبعة حسب الإمام القرضاوي
الإسلام والاتجاهات السبعة حسب الإمام القرضاوي
لقد تحدث أستاذنا العلامة يوسف القرضاوي عن صور وتصورات وتوجهات متعددة لإسلام اليوم، فهما وممارسة، سماها الاتجاهات السبعة السائدة اليوم في موقفها من الإسلام(1).
من بين هذه الاتجاهات (الاتجاه الاجتراري)، ويمثله بعض الدعاة الذين يفكرون بعقول الأموات من الماضين، وينظرون إلى إشكالات الحياة المعاصرة بعيونهم، وبعض الجماعات الدينية التي تعيش على الماضي وحده ولا تهتم بما يمور به العصر من تيارات، ولا ما يعانيه الواقع من مشكلات.
ومن بين هذه الاتجاهات (الاتجاه الاختصاري)،الذي يختصر الإسلام ويختزله في العقيدة والعبادة، فهو يريد الإسلام: عقيدة بلا شريعة، ودعوة بلا دولة، وسلاما بلا جهاد، وحقا بلا قوة وعبادة بلا معاملة، ودينا بلا دنيا….
ومنها أيضا الاتجاه الاشتجاري، وهو الذي يجعل الإسلام في حالة شجار دائم، أصحاب هذا الاتجاه دائما في حالة حرب مع غيرهم، شاهرون سيوفهم على من ليسوا أعداء لهم، فهم يقدمون نموذجهم للإسلام إنه الإسلام المقطب الوجه، العبوس القمطرير، الذي لا يعرف غير العنف في الدعوة، والخشونة في المجادلة، والغلظة في التعامل، والفظاظة في الأسلوب ….
ومن هذه الاتجاهات اتجاه الوسطية الإيجابية الذي يسميه أيضا الاتجاه الحضاري، إسلام هذا الاتجاه هو إسلام التيسير لا التعسير، والتبشير لا التنفير، والرفق لا العنف، والتعارف لا التناكر، والتسامح لا التعصب، والجوهر لا الشكل، والعمل لا الجدل، والعطاء لا الادعاء، والاجتهاد لا التقليد، والتحديد لا الجمود، والانضباط لا التسيب، والوسطية لا الغلو ولا التقصير.
من هذا الباب وعلى هذا الأساس أعني ما أعنيه بعبارة إسلام المستقبل، الذي من خلاله نضمن مستقبل الإسلام، على نحو أفضل وأمثل، ومن خلاله نستوعب طبيعة زماننا وأحوال عصرنا، ما لها وما عليها، وما يمكن فيها وما لا يمكن، وما يصلح لكل داء من دواء، وما يلزم تقديمه على غيره لأولويته الظرفية أو الدائمة…
1 النور الحضاري للأمة المسلمة في عالم الغد لنخبة من الباحثين والكتاب نشر وزارة الأوقاف القطرية 1421/ ,2000 بحث الدكتور يوسف القرضاوي بعنوان:حاجة البشرية إلى الرسالة الحضارية لامتنا ص: 707 وما بعدها.
من “مستقبل الإسلام وإسلام المستقبل- بقلم أحمد الريسوني”