مقالاتمقالات مجتمعية
عن التلاميذ المتفوقين.. احتفُوا بالآباء والأمهات
أحمد الريسوني
اعتدنا أن نقول ونسمع: (وراء كل عظيم امرأة)، ويُقصد بذلك أساسا المرأةُ الزوجة، وما يكون لها من عظيم الأثر والفضل على زوجها، فيما يحققه من إنجازات وأمجاد ومراتب.. وهي عبارة صحيحة في الغالب..
ولكن ما هو أصح وأعمُّ، هو أن يقال: وراء كل ابن (أو بنت) ناجح ومتفوق أبوان، آخذان بيده، مثابران معه، مضحيان بكل شيء لأجله.
ولا شك أن للأبناء المتفوقين مواهبَهم الذاتية وجهودهم الخاصة، كما لا شك في فضل أساتذتهم عليهم فيما حصلوه من مراتب مشرفة.. ولكن الفضل الأول والأكبر يبقى هو فضل الوالدين الراعيين والأسرة الحاضنة الداعمة.
فالأبناء المتفوقون المتميزون يستفيدون عادة من أشكال متعددة من الدعم المباشر وغير المباشر، من أُسَرهم ووالديهم..
- أما بشكل مباشر، فلأنهم يجدون آباء وأمهات يحثُّون ويشجعون، ويتفقدون ويشحذون الهمم والطموحات.. وكذلك يجدون منهم الخدمة والرعاية. وحين تكون أجواء الأسرة مفعمة بالحنان والحب، والتضامن والتفاهم، مشْبعة بالسكينة والاستقرار، فإن هذا وحده يشكل دعما ومددا نفسيا عظيم الأثر للأبناء.
- وأما الدعم المباشر للنجاح والتفوق الدراسي، فهو أن كثيرا من الآباء والأمهات المتعلمين، يجلسون الساعات الطوال مع أبنائهم، لمراجعة الدروس وشرحها، ولتحضير واجباتهم المدرسية.
ومن أهم أوجه الدعم المباشر لتفوق الأبناء، الإنفاق السخي على دروس التقوية في عدد من المواد الدراسية، كل حسب حاجته، وكل حسب توجهه..
مناسبة هذا الحديث، هو الاحتفاء الذي نراه هذه الأيام – وفي مثلها من كل عام – بالتلاميذ المتفوقين في شهادة الباكلوريا.
ومرادي منه هو أن أقول: إن الاحتفاء والشكر والتقدير، يجب أن يوجه بالدرجة الأولى إلى أُسر المتفوقين، وإلى آبائهم وأمهاتهم.
جزاكم الله خيرا شيخنا وعالمنا الجليل فضيلة الدكتور أحمد الريسوني على تنويراتكم وكل ما تتفضلون به من مقالات وكتابات واجوبة مواكبة لأحداث وتطورات مجتمعية عديدة زادكم الله علما وحفظكم بما حفظ الله به الذكر الحكيم