رمضان..الزيادة المحمودة في الاستهلاك
وقد ذكرتُ من قبل أن زيادة الاستهلاك الغذائي في رمضان يشير إلى زيادة الأكل والشرب لدى بعض الصائمين، وهو أمر مذموم منافٍ لمقاصد الصيام.
ولكنْ من الإنصاف أن أذكر أيضا أن الزيادة في استهلاك المواد الغذائية في رمضان لها أسباب أخرى مشروعة ومحمودة.
ففي رمضان يزداد التصدق على الفقراء وإطعامهم، وتعمُّ العالمَ الإسلامي وأوساطَ المسلمين في كل مكان، ظاهرةُ تفطير الصائمين، من الفقراء والمشردين وأبناء السبيل.
وفي رمضان يجب على ذوي الأعذار في الصيام، من المرضى والمسنين، أن يخرجوا الفدية بدلا عن الصيام إذا لم يطيقوه. وفدية رمضان موجهة خاصة لإطعام المساكين والفقراء.
فكل هذا يتيح للجوعى والمحتاجين من الأكل والشرب في رمضان ما لا يتاح لهم في غير رمضان. وهذا موافق لمقاصد الصيام محقق لجزء منها.
على أن الفقراء ليسوا بحاجة إلى ولائم الطعام والشراب فحسب، بل هم في حالة خصاص واحتياج في كل جوانب حياتهم.
فمن كان جوادا، فليصبح أكثر جودا في رمضان، تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ليس جوادا، فرمضان فرصته ليصبح جوادا.
ومن لم يصبح جوادا في رمضان، فمتى؟
ومن لم يرتق في رمضان فمتى؟