الاختلال السياسي والاجتماعي وراء صعود التطرف
الاختلال السياسي والاجتماعي وراء صعود التطرف
نشر في هوية بريس يوم 14 – 07 – 2015
الثلاثاء 14 يوليوز 2015
إن أسباب ارتفاع مؤشرات التطرف و”الإرهاب” بالمنطقة العربية تتمثل في الاختلالات السياسية والاجتماعية التي تعاني منها هذه المنطقة.
انتشار ظاهرة الإرهاب في المنطقة راجع إلى “قمع تحركات الشعوب فيها بالانقلابات والقتل والإغلاق والمنع، عكس بعض تحركات الدول التي قوبلت بالترحيب، مثل بعض شعوب دول أمريكا اللاتينية وشرق أوروبا حيث خرجت من الديكتاتورية، ومن الاستبداد والقمع إلى حرية الاختيار والممارسة السياسية وبدأت الإصلاحات والتنمية والتطور”.
إضافة إلى أن دور العلماء أصبح محدودا في محاربة الارهاب، بل أصبحوا جزء من المشكلة وليس جزء من الحل، بالإضافة الى تعرضهم للتضييق والتهميش وعمل جميع الأنظمة على تصفية مصداقيتهم ومحوها”.
وهناك عوامل صنعت “داعش” و”القاعدة” و”بوكو حرام” والتطرف بجميع أشكاله، إذ أن التسلط على الشعوب وعلى دينها بصفة خاصة أعطى رد فعل متطرف، والتطرف يولد التطرف، فالمنطقة العربية تعرف تطرفا في القمع والتضييق على الحريات وتطرفا في إلغاء إرادة الشعوب وتطرفاً في محاربة الاسلام والتدين خاصة على صعيد الدولة وحتى على صعيد المجتمع”.
وما أسلف ذكره، يعطي شعورا بما يطلق عليه بالمغرب والجزائر (حكرة)، فالمواطنين يحسون أنهم محتقرون في بلدانهم وأشخاصهم وحقوقهم ودينهم، ويأتي رد فعل لا عقلاني بدون شك، ولا شرعي ولا مجدي، وهذه التنظيمات الارهابية وردود الافعال هذه كلها غير مجدية وغير شرعية ولا عقلانية.
والدول الغربية تتحمل جزء كبيرا من المسؤولية في انتشار الإرهاب، لأن الواقع السياسي الذي أتحدث عنه بقمعه واستبداده وفساده، أنشئ بأيد غربية وتستمر برعاية غربية وحماية غربية ومسؤولية الدول الغربية حيال الواقع السياسي الحالي بالمنطقة كبيرة جدا دون أن نعفي الوكلاء المحليين والفساد والاستبداد الذين يعيشون على وقعه”.
ووضع حد لاستقطاب الجماعات المتطرفة للشباب يأتي بإعطاء حرية الشعوب وحرية القوى والتنظيمات السياسية والدينية ورموز المجتمع الحقيقيين وليس المصنوعين
والشباب الذين يريدون الالتحاق بداعش “ذاهبون إلى اللاعقلانية واللا الجدوى واللا الشرعية”.